کد مطلب:90555 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141

کلام له علیه السلام (005)-فی معنی قضاء اللّه و قدره















لمّا سأله رجل: أ كان مسیرنا إلی أهل الشام و قتالنا إیاهم بقضاء و قدر من اللّه؟.

فقال علیه السلام:

نَعَمْ، یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ[1].

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عَلَوْنَا تَلْعَةً، وَ لاَ هَبَطْنَا بَطْنَ وَادٍ، وَ مَا وَطِئْنَا مَوْطِئاً، إِلاَّ وَ للَّهِ فیهِ قَضَاءٌ وَ قَدَرٌ.

فقال الرجل: فعند اللّه أحتسب عنائی یا أمیر المؤمنین. ما أری أن لی من الأجر شیئاً فی سعیی إذا كان اللّه قضاه علیّ و قدّره لی.

فقال علیه السلام:

مَهْ، یَا شَیْخُ، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْظَمَ اللَّهُ لَكُمُ الأَجْرَ عَلی مَسیرِكُمْ وَ أَنْتُمْ سَائِرُونَ، وَ عَلی مُقَامِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُقیمُونَ، وَ فی مُنْحَدَرِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُنْحَدِرُونَ، وَ فی مُنْصَرَفِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ، وَ لَمْ تَكُونُوا فی شَیْ ءٍ مِنْ

[صفحه 536]

حَالاَتِكُمْ مُكْرَهینَ وَ لاَ إِلَیْهَا مُضْطَرّینَ[2].

فقال الرجل: و كیف لم نكن مُكرهین و لا مضطرّین و كان بالقضاء و القدَر مسیرنا و منقلبنا و منصرفنا؟.

فقال علیه السلام:

وَیْحَكَ، یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ[3] لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً لاَزِماً، وَ قَدَراً حَاتِماً وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الأَمْرُ وَ النَّهْیُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ[4] الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ، وَ سَقَطَ مَعْنَی[5] الْوَعْدِ وَ الْوَعیدِ فَلَمْ یَكُنْ لِمُسی ءٍ لاَئِمَةٌ مِنَ اللَّهِ، وَ لاَ لِمُحْسِنٍ مِنْهُ مَحْمَدَةٌ وَ لَمَا كَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلی بِثَوَابِ الاِحْسَانِ مِنَ الْمُسی ءِ، وَ لاَ كَانَ الْمُسی ءُ أَوْلی بِعُقُوبَةِ الْمُذْنِبِ مِنَ الْمُحْسِنِ.

لاَ تَظُنَّ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْقَوْلَ بِهِ مَقَالَةُ إِخْوَانُ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، وَ حِزْبِ الشَّیْطَانِ، وَ خُصَمَاءِ الرَّحْمنِ،

وَ شُهُودِ الزُّورِ، وَ أَهْلِ الْعَمی عَنِ الصَّوَابِ، وَ هُمْ قَدَرِیَّةُ هذِهِ الأُمَّةِ وَ مَجُوسُهَا.

یَا شَیْخُ[6] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی[7] أَمَرَ عِبَادَهُ بِالْخَیْرِ[8] تَخْییراً، وَ نَهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ[9] تَحْذیراً، وَ كَلَّفَ[10] یَسیراً وَ لَمْ یُكَلِّفْ عَسیراً، وَ أَعْطی عَلَی الْقَلیلِ كَثیراً وَ لَمْ یُعْصَ مَغْلُوباً، وَ لَمْ یُطَعْ

[صفحه 537]

مُكْرِهاً، وَ لَمْ یُمَلِّكْ مُفَوِّضاً[11]، وَ لَمْ یُرْسِلِ الأَنْبِیَاءَ إِلی خَلْقِهِ مُبَشِّرینَ وَ مُنْذِرینَ[12] لَعِباً، وَ لَمْ یُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ[13] عَبَثاً، وَ لاَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَ الأَرْضَ وَ مَا بَیْنَهُمَا بَاطِلاً، ذَلِكَ ظَنُّ الَّذینَ كَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذینَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ[14].

فسأله الرجل: فما القضاء و القدَر عندك اللذان ما سرنا إلا بهما؟.

فقال علیه السلام:

هُوَ الأَمْرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالی بِالطَّاعَةِ، وَ النَّهْیُ عَنِ الْمَعْصِیَةِ، وَ التَّمْكینُ مِنْ فِعْلِ الْحَسَنَةِ وَ تَرْكِ السَّیِّئَةِ، وَ الْمَعُونَةُ عَلَی الْقُرْبَةِ إِلَیْهِ، وَ الْخِذْلاَنُ لِمَنْ عَصَاهُ، وَ الْوَعْدُ وَ الْوَعیدُ، وَ التَّرْغیبُ وَ التَّرْهیب.

كُلُّ ذَلِكَ قَضَاءُ اللَّهِ فی أَفْعَالِنَا وَ قَدَرُهُ لأَعْمَالِنَا.

[ ثم تلا علیه السلام قوله تعالی: ] وَ قَضی رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِیَّاهُ وَ بِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً[15].

و قوله تعالی:

وَ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً[16].

[ ثمّ قال علیه السلام: ] فَأَمَّا غَیْرَ ذَلِكَ فَلاَ تَظُنَّهُ، فَإِنَّ الظَّنَّ لَهُ مُحْبِطٌ لِلأَعْمَالِ[17].


صفحه 536، 537.








    1. یا شیخ. ورد فی عیون أخبار الرضا ج 1 ص 139. و كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 217. و الاحتجاج ج 1 ص 208.
    2. ورد فی الفتوح ج 4 ص 217. و الإرشاد ص 120. و التوحید ص 380. و الاحتجاج ج 1 ص 208. و شرح ابن أبی الحدید ج 18 ص 227. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 284. و شرح ابن میثم ج 5 ص 278. و البحار ج 5 ص 13. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و نهج السعادة ج 2 ص 304. و نهج البلاغة الثانی ص 167. باختلاف بین المصادر.
    3. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 18 ص 227. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و نهج البلاغة الثانی ص 167. و ورد یا شیخ فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 4 ص 217. و عیون أخبار الرضا ج 1 ص 139. و التوحید ص 380.
    4. ورد فی الإرشاد ص 120. و التوحید ص 380. و الاحتجاج ج 1 ص 208. و شرح ابن أبی الحدید ج 18 ص 227. و شرح ابن میثم ج 5 ص 278. و البحار ج 5 ص 13. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و نهج السعادة ج 2 ص 304. و نهج البلاغة الثانی ص 167. باختلاف یسیر.
    5. ورد فی التوحید للصدوق ص 380. و البحار للمجلسی ج 5 ص 13.
    6. ورد فی الفتوح ج 4 ص 218. و الإرشاد ص 120. و التوحید ص 380. و عیون الأخبار ج 1 ص 139. و الاحتجاج ج 1 ص 208.

      و شرح ابن أبی الحدید ج 18 ص 227. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی ) ج 3 ص 284. و شرح ابن میثم ج 5 ص 278.

      و البحار ج 5 ص 13. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و نهج السعادة ج 2 ص 304. و نهج البلاغة الثانی ص 167.

      باختلاف بین المصادر.

    7. ورد فی عیون الأخبار ج 1 ص 139. و الفتوح ج 4 ص 218. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 284.

      و الاحتجاج ج 1 ص 208. و نهج السعادة ج 2 ص 306. باختلاف بین المصادر.

    8. ورد فی تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی بن أبی طالب ) ج 3 ص 284. و كنز العمال ج 1 ص 345. و نهج السعادة ج 2 ص 306.
    9. ورد فی المصادر السابقة.
    10. فكلّف. ورد فی خصائص الأئمة للرضی ص 93.
    11. ورد فی نهج السعادة ج 2 ص 307. باختلاف. و ورد تفویضا فی تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی ) ج 3 ص 284.
    12. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 18 ص 228. باختلاف.
    13. لعباده. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 442.
    14. سورة ص، 27.
    15. الإسراء، 23.
    16. الأحزاب، 38.
    17. ورد فی التوحید ص 382. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی ) ج 3 ص 285. و شرح ابن میثم ج 5 ص 278. و الاحتجاج ج 1 ص 208. و البحار ج 5 ص 96. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 50. و مصادر نهج البلاغة ج 4 ص 65. باختلاف بین المصادر.