کد مطلب:90555 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141
فقال علیه السلام: نَعَمْ، یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ[1]. وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ، وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا عَلَوْنَا تَلْعَةً، وَ لاَ هَبَطْنَا بَطْنَ وَادٍ، وَ مَا وَطِئْنَا مَوْطِئاً، إِلاَّ وَ للَّهِ فیهِ قَضَاءٌ وَ قَدَرٌ. فقال الرجل: فعند اللّه أحتسب عنائی یا أمیر المؤمنین. ما أری أن لی من الأجر شیئاً فی سعیی إذا كان اللّه قضاه علیّ و قدّره لی. فقال علیه السلام: مَهْ، یَا شَیْخُ، فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْظَمَ اللَّهُ لَكُمُ الأَجْرَ عَلی مَسیرِكُمْ وَ أَنْتُمْ سَائِرُونَ، وَ عَلی مُقَامِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُقیمُونَ، وَ فی مُنْحَدَرِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُنْحَدِرُونَ، وَ فی مُنْصَرَفِكُمْ وَ أَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ، وَ لَمْ تَكُونُوا فی شَیْ ءٍ مِنْ [صفحه 536] حَالاَتِكُمْ مُكْرَهینَ وَ لاَ إِلَیْهَا مُضْطَرّینَ[2]. فقال الرجل: و كیف لم نكن مُكرهین و لا مضطرّین و كان بالقضاء و القدَر مسیرنا و منقلبنا و منصرفنا؟. فقال علیه السلام: وَیْحَكَ، یَا أَخَا أَهْلِ الشَّامِ[3] لَعَلَّكَ ظَنَنْتَ قَضَاءً لاَزِماً، وَ قَدَراً حَاتِماً وَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ لَبَطَلَ الأَمْرُ وَ النَّهْیُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ[4] الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ، وَ سَقَطَ مَعْنَی[5] الْوَعْدِ وَ الْوَعیدِ فَلَمْ یَكُنْ لِمُسی ءٍ لاَئِمَةٌ مِنَ اللَّهِ، وَ لاَ لِمُحْسِنٍ مِنْهُ مَحْمَدَةٌ وَ لَمَا كَانَ الْمُحْسِنُ أَوْلی بِثَوَابِ الاِحْسَانِ مِنَ الْمُسی ءِ، وَ لاَ كَانَ الْمُسی ءُ أَوْلی بِعُقُوبَةِ الْمُذْنِبِ مِنَ الْمُحْسِنِ. لاَ تَظُنَّ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْقَوْلَ بِهِ مَقَالَةُ إِخْوَانُ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، وَ حِزْبِ الشَّیْطَانِ، وَ خُصَمَاءِ الرَّحْمنِ، وَ شُهُودِ الزُّورِ، وَ أَهْلِ الْعَمی عَنِ الصَّوَابِ، وَ هُمْ قَدَرِیَّةُ هذِهِ الأُمَّةِ وَ مَجُوسُهَا. یَا شَیْخُ[6] إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی[7] أَمَرَ عِبَادَهُ بِالْخَیْرِ[8] تَخْییراً، وَ نَهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ[9] تَحْذیراً، وَ كَلَّفَ[10] یَسیراً وَ لَمْ یُكَلِّفْ عَسیراً، وَ أَعْطی عَلَی الْقَلیلِ كَثیراً وَ لَمْ یُعْصَ مَغْلُوباً، وَ لَمْ یُطَعْ [صفحه 537] مُكْرِهاً، وَ لَمْ یُمَلِّكْ مُفَوِّضاً[11]، وَ لَمْ یُرْسِلِ الأَنْبِیَاءَ إِلی خَلْقِهِ مُبَشِّرینَ وَ مُنْذِرینَ[12] لَعِباً، وَ لَمْ یُنْزِلِ الْكُتُبَ لِلْعِبَادِ[13] عَبَثاً، وَ لاَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَ الأَرْضَ وَ مَا بَیْنَهُمَا بَاطِلاً، ذَلِكَ ظَنُّ الَّذینَ كَفَرُوا فَوَیْلٌ لِلَّذینَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ[14]. فسأله الرجل: فما القضاء و القدَر عندك اللذان ما سرنا إلا بهما؟. فقال علیه السلام: هُوَ الأَمْرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالی بِالطَّاعَةِ، وَ النَّهْیُ عَنِ الْمَعْصِیَةِ، وَ التَّمْكینُ مِنْ فِعْلِ الْحَسَنَةِ وَ تَرْكِ السَّیِّئَةِ، وَ الْمَعُونَةُ عَلَی الْقُرْبَةِ إِلَیْهِ، وَ الْخِذْلاَنُ لِمَنْ عَصَاهُ، وَ الْوَعْدُ وَ الْوَعیدُ، وَ التَّرْغیبُ وَ التَّرْهیب. كُلُّ ذَلِكَ قَضَاءُ اللَّهِ فی أَفْعَالِنَا وَ قَدَرُهُ لأَعْمَالِنَا. [ ثم تلا علیه السلام قوله تعالی: ] وَ قَضی رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِیَّاهُ وَ بِالْوَالِدَیْنِ إِحْسَاناً[15]. و قوله تعالی: وَ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً[16]. [ ثمّ قال علیه السلام: ] فَأَمَّا غَیْرَ ذَلِكَ فَلاَ تَظُنَّهُ، فَإِنَّ الظَّنَّ لَهُ مُحْبِطٌ لِلأَعْمَالِ[17].
لمّا سأله رجل: أ كان مسیرنا إلی أهل الشام و قتالنا إیاهم بقضاء و قدر من اللّه؟.
صفحه 536، 537.
و شرح ابن أبی الحدید ج 18 ص 227. و تاریخ دمشق ( ترجمة الإمام علی ) ج 3 ص 284. و شرح ابن میثم ج 5 ص 278. و البحار ج 5 ص 13. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 49. و نهج السعادة ج 2 ص 304. و نهج البلاغة الثانی ص 167. باختلاف بین المصادر. و الاحتجاج ج 1 ص 208. و نهج السعادة ج 2 ص 306. باختلاف بین المصادر.